بوتين يعلن عن هدنة بمناسبة عيد الفصح في أوكرانيا.. وزيلينسكي يشكك
بوتين يعلن عن هدنة بمناسبة عيد الفصح في أوكرانيا.. وزيلينسكي يشكك
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، بوقف إطلاق النار مؤقتًا في أوكرانيا من الساعة السادسة مساءً وحتى منتصف ليل الأحد، تزامنًا مع احتفالات عيد الفصح لدى المسيحيين.
ودعا بوتين الجانب الأوكراني إلى "الاقتداء بهذه الخطوة"، معتبرًا أن المبادرة الروسية تهدف إلى اختبار "مدى صدقية رغبة كييف في الالتزام بالسلام"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن القوات الروسية "مستعدة للتصدي لأي خروقات أو استفزازات محتملة من العدو"، وفق وكالة "فرانس برس".
رد أوكراني مشكك
قوبلت المبادرة بتشكيك واسع من الجانب الأوكراني، إذ اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منشور عبر منصة "إكس"، نظيره الروسي بـ"اللعب بأرواح البشر"، من دون أن يعلن موقفًا رسميًا بشأن الالتزام بالهدنة.
وشدّد جنود أوكرانيون من جبهات القتال، على رفضهم الوثوق في أي إعلان روسي، حيث قال جندي يُدعى دميتري من كراماتورسك "من المستحيل أن نصدق وقف إطلاق نار تعلنه روسيا"، مؤيدًا بذلك زميله فاديم الذي أشار إلى أن من يثقون ببوتين "بحاجة لمراجعة الحقائق".
وأعادت الهدنة الروسية المقترحة إلى الأذهان مبادرات سابقة لوقف إطلاق النار بمناسبات دينية، باءت جميعها بالفشل، ففي أبريل 2022، رفضت موسكو مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار بمناسبة عيد الفصح، مبررة ذلك بأنها تمنح أوكرانيا وقتًا لإعادة التسلح.
ولم تثمر دعوة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في يناير 2023 لوقف القتال خلال عيد الميلاد، رغم إعلان روسيا حينها هدنة لـ36 ساعة، والتي رفضتها كييف ووصفتها بـ"الفخ"، واستمرت المعارك آنذاك.
تبادل أسرى نادر
رغم التصعيد السياسي، شهد يوم السبت عملية تبادل أسرى كبيرة بين الطرفين، شملت 246 جنديًا من كل جانب، إضافة إلى تبادل خاص لـ31 أسيرًا أوكرانيًا مصابًا مقابل 15 روسيًا، في خطوة وُصفت بأنها "بادرة إنسانية" نادرة وسط الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وفي تطور ميداني، أعلن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أن قواته استعادت ما نسبته "99.5%" من الأراضي التي سيطرت عليها أوكرانيا خلال هجومها في صيف 2024 في منطقة كورسك الحدودية، مؤكدًا أن 1260 كيلومترًا مربعًا من الأراضي "تم تحريرها" بالكامل، ومشيرًا إلى صد هجمات أوكرانية أخرى في منطقة بيلغورود المجاورة.
وتأتي المبادرة الروسية وسط ضغوط دبلوماسية متواصلة، خصوصًا من واشنطن، حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة إن الولايات المتحدة "ستركز على أولويات أخرى" إذا لم يتم التوصل لاتفاق قريب ينهي الحرب.
وكان ترامب قد اقترح في مارس الماضي وقفًا شاملًا لإطلاق النار بدون شروط، وافقت عليه كييف مبدئيًا تحت ضغط أمريكي، بينما رفضه بوتين، متمسكًا بتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض.
الطاقة هدف متجدد
في سياق متصل، أعلنت روسيا أن الاتفاق غير المعلن بشأن الامتناع عن استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية، والذي تم تنفيذه لفترة 30 يومًا منذ مارس، قد انتهت صلاحيته، بعد تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق ذلك التفاهم الهش.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتعثر فيه المفاوضات نحو وقف دائم للقتال، حيث يبدو أن كلا الطرفين لا يزال يراهن على المكاسب العسكرية أكثر من السعي لحل سلمي، وسط تزايد الضغط الإنساني وتضاؤل فرص التهدئة الحقيقية على الأرض.